التعليم الجامعي حاضر داخل سجن عدرا المركزي

انطلاقاً من دور السجون في التربية والتوجيه، ودعم النزلاء تعليمياً وثقافياً، تخطّت الجامعة الافتراضية حدود المكان ووصلت للطلاب الراغبين باستكمال مسيرتهم التعليمية حتى لو كان مكانهم المؤقت زنزانة سجن، ذلك عبر "مركز الأمل" مركز نفاذ الجامعة الافتراضية السورية داخل سجن عدرا. رئيس الجامعة الافتراضية السورية الدكتور "خليل عجمي" أوضح في تصريح خاص لموقع "بتوقيت دمشق" أنّ الجامعة افتتحت "مركز الأمل" داخل سجن عدرا المركزي، من حوالي عام بالتعاون مع وزارة الداخلية السورية، مبيناً أنّ التجربة كانت رائدة على مستوى المنطقة، ولأول مرة تستطيع الجامعة أن تصل بحدودها التعليمية للطلاب داخل سجن دمشق المركزي. وأكّد الدكتور عجمي أنّه حالياً يتم العمل على توسيع التجربة ليشمل سجن اللاذقية وباقي المحافظات السورية، مشيراً إلى أنّ الطالب ضمن السجن يحصل على شهادة مكافئة كأي طالب جامعي استكمل تحصيله العلمي خلال فترة سنوات الدراسة في الجامعة الافتراضية السورية تابع لأي مركز نفاذ للجامعة. الدكتور المحاضر في قسم الإعلام بالجامعة الافتراضية "عبد العزيز قبلان" أوضح في حديث خاص لموقع "بتوقيت دمشق" أنّ الجامعة قامت بمبادرة مهمة جداً وهي تتطابق مع شعار الجامعة في عبور حدود الزمان والمكان، وبالاتفاق مع وزارة الداخلية عبرت حدود المكان خلال وصولها لنزلاء سجن دمشق المركزي وقدمت لهم فرصة لاستكمال تعليمهم الجامعي والدراسات العليا. وأبدى الدكتور قبلان إعجابه بالتجربة معبراً أنّها عظيمة جداً، وهو ما يشهده التفاعل الحاصل بين الأساتذة في الجامعة والطلاب داخل مركز نفاذ "الأمل" المتمسكين بخيوط العلم رغم كل الصعوبات والظروف المحيطة بهم. مشرف مكتب المعلوماتية والجامعة الافتراضية الملازم أول "غدير المصري" بيّن أنّ عدد الطلاب المسجلين ضمن مركز نفاذ "الأمل" بسجن دمشق المركزي بلغ حتى اللحظة 111 طالب وطالبة، باستثناء الطلاب الذين تم إخلاء سبيلهم. وأوضح المصري لموقع "بتوقيت دمشق"، أنّه وضمن نظام عملهم ضمن المركز يستقبلون أي طالب يرغب بالتسجيل ضمن برامج الجامعة الافتراضية، بعد تقديم طلب برغبته ويتم نقله مباشرة لمركز عدرا لاستكمال مسيرته التعليمية، مبيناً أنّه حالما ينهي النزيل حكمه ويتم إخلاء سبيله قبل تخرجه من الجامعة يتم نقله مباشرة لمركز خارجي تابع للجامعة الافتراضية. وأشار المصري إلى أنّ المركز يستقبل أي طالب يرغب باستكمال تعليمه بغض النظر عن الجرم المتوقف به، كما أنّه يتم استقبال أي نزيل بالسجون الأخرى يرغبون باستكمال دراستهم داخل مركز نفاذ "الأمل"، مبيناً أنّ عملهم كمشرفين لايقتصر فقط على التوجيه والمراقبة، بل أيضاً يتعداه لمهام أخرى كاستكمال تسجيل الطلاب وتأمين الرسوم الواجب دفعها، إضافة لنسبة حسم مقدمة من قبل الجامعة الافتراضية متفق عليها مع وزارة الداخلية، كما أنّ دفع الرسوم يتم عبر البريد الالكتروني، أو عن طريق المصرف أو الجامعة الافتراضية نفسها. وبالنسبة لتقديم الامتحانات للطلاب ضمن سجن دمشق المركزي لفت المصري إلى أنّ الطالب يقدّم امتحانه ضمن مركز نفاذ السجن، مبيناً أنّ المركز مجهّز بحواسيب حديثة، وكاميرات مراقبة موصولة مع الجامعة الافتراضية، كما أنّ المركز مصدّق عليه بالنسبة للامتحانات حاله حال أي مركز نفاذ تابع للجامعة. بدوره مشرف مكتب نفاذ سجن عدرا "طارق ضامن" أكّد أنّ دورهم كمشرفين مندوبين من الجامعة الافتراضية يقتصر على تنظيم أمور الطلاب النزلاء داخل المركز من ناحية الدوام والحضور، إضافة إلى التنسيق مع المدرسين لتنظيم مواعيد الجلسات المتزامنة وغير المتزامنة، إضافة إلى التنسيق مع إدارة الجامعة لتأمين ما يلزم لنجاح العملية التعليمية والتأهيلية داخل المركز، ومراقبة العملية الامتحانية عملاً بتوجيهات إدارة الجامعة بما يضمن الشفافية والنزاهة خلال الامتحانات. من جهتهم بعض نزلاء سجن دمشق المركزي من مختلف اختصاصات برامج الجامعة الافتراضية "إعلام- حقوق- إدارة أعمال..الخ" أعربوا عن شكرهم لإدارة السجن ومركز الجامعة الافتراضية للسماح لهم باستكمال مسيرتهم التعليمية، وتحقيق حلمهم رغم ظروفهم المحيطة، متمنين أن يستكملوا تحصيلهم العلمي والحصول على شهادات التخرج حتى قبل الإفراج عنهم من السجن. بتوقيت دمشق|| نوار هيفا - علا أبو سعيد